القدوة في حياة الأبناء

لا يعيش الأنسان على هذه الأرض وحيداً، فمنذ أن يصرخ صرخته الأولى يجد أمامه آخرين في انتظاره يتعلم منهم ويحتذي حذوهم.  وأفضل من يجده أمامه الأسرة والقائمين عليه ( الوالدين الاخوة، الأقارب،…) وتتوسع دائرة القدوة والملهم في حياة الطفل باتساع ثقافته ونضجه وما يتعرض له من مثيرات داخلية وخارجية مما يشهم اسهاماً بارزاً في صقله وتشكيل هويته.

ولا تكاد تخلو دراسة سواء على الصعيد العربي أو العالمي تقلل من أهمية الأسرة في وضع البصمات الأولى في حياة الطفل.  وقد كان الاسلام سباقا في جعل القدوة هي الأساس في تربية الطفل ، ففي الأحاديث ” تخيروا لنطفكم….” ” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه….”  ” كل مولود يولد على الفطرة….” أقوى دلالة على الدور البارز الذي تلعبه القدوة في حياتنا وحياة أبنائنا على حد سواء.

ولكن بداية هل بالضرورة أن يكون القدوة شخصاً بعينه أم من الممكن أن تكون القدوة فكرة، مبدآ ، عقيدة يتبناها المرء؟  للإجابة على هذا السؤال لا بد أن نعرف أن لكل مرحلة عمرية خصائص مميزة ، وهذه الخصائص تؤثر على اختيار القدوة، ففي الطفولة المبكرة غالباً ما يكون القدوة الوالدان أو أحدهما أو شخصا لصيقاً بالطفل كالمربي والمعلم والأخ، ومع التدرج في مراحل الحياة تصبح القدوة جماعة رفاق إلى أن تصل إلى فكرة أو مبدأ أو عقيدة يتبناها المراهق سواء أكانت فكرة دينية أو اجتماعية أو سياسية أو غير ذلك.  ومع هذا الزخم الهائل من القنوات التي تصب عقولنا و عقول أبنائنا بات صعباً علينا أن نحيِد أبناءنا عن الاختيارات التي قد تبدو صحيحة من وجهة نظر الاعلام الجديد والمجتمع إلا أنها لا تتفق مع ما يعتقده الأهل. من هنا يأتي دور الوالدين في تخصيص وقت –قدر المستطاع .

ميسون الخضير

ميسون الخضير

أخصائي علاج زواجي وأسري