رحيل تنورة…

تلك التنورة الزرقاء الموردة بالأصفر والأخضر والأبيض.. ارتبطت بمراحل عديدة  من حياتها..كل من عرفها تندر عليها  لشدة تعلقها بتنورة!! “ماهذا أمازلت ترتدين هذه؟!!! ” “جاءت بمريول مدرستها!! “”وما الضير في ذلك ما دامت تبهجني  ومازالت قابلة للبس.. انها ذات جودة  ولها قيمة عندي..”

عبرت التنورة معها قارات ومحطات..أكثر من عقد من الزمان إلى أن قرر القدر أن يرسم جروحاً بالمكواة عليها.. ومع ذلك ظلت محتفظة بها حبيسة الخزانة كجزء مما تحب.. “إنها تاريخ..سأجعل منها جدراية تزين منزلي..” سئمت التنورة السجن في خزانة مع ثياب قديمة  وأخرى حديثة.. كيف لها أن تتساوى مع كل هذا الكم من ثياب الشابة المحبة للـ(الموضة) وهي تاريخ عريق.. قررت الرحيل دون تفسير..حزنت صاحبة التنورة الزرقاء الموردة يوماً .. شهراً.. ثم ما لبثت أن اعتادت الرحيل وجعلت من تنورتها صورة رمزية لكل فقد وحزن ورحيل غير مبرر.. وهكذا بعض الأشخاص يرحلون بعيداً عنا دون تفسير. وبعض الأمور تدفعنا بعيداً عنها ولا نملك خياراً وبعض الأشياء تفقد منا في خضم الزحام. ولا نملك سوى الصبر واستحضار الصور..

ميسون الخضير

ميسون الخضير

أخصائي علاج زواجي وأسري