زاوية في المحجر

أتت 2020 مختلفة عن غيرها من الأعوام محملة بفيروسات (الكورونا) التي استطاعت خلال شهور أن تغير وجه الأرض.. عزلتنا عن كل مظاهر الحياة الباذخة إلا عن التكنولوجيا ..جعلتنا في عزلة تامة رغم التحامنا (إنترنتياً).. وحدت الأفكار وأعطتنا هدنة من التكفير في البذخ والاستهلاك.. فرضت علينا عزلة من نوع أخر.. كل عشير مع عشيره.. وكل رب أسرة مع أهله..
تخبرنا كورونا: أن الأزمات إما تقرب الناس من بعضهم البعض وإما تباعد فيما بينهم.. ظهرت انعكاسات كورونا بشكل سريع على الأسرة في كافة انحاء العالم.. من الصين إلي ميلان إلى كل بقعة في الخليج.. لم يبقَ بيت لا في القاهرة ولا بيروت إلا و فيه حديث يومي عن تلك (الكورونات) الغريبة التي هاجمتنا وكأننا في فيلم هليوودي شهير أبطاله سكان الأرض قاطبة..

أدعوكم للدخول معي في قصة أسرة تسكن معها الكورونا.. لنتخيل انعكاسات ذلك على لغة الحوار.. العلاقات بين الأزواج.. الأم وأبنائها.. الأشقاء وأدوارهم.. مع الأسرة الممتدة.. دورة الكورونا من بداية المرض إلى نهايته مع دورة حياة الأسرة.. مع وجود أطفال صغار.. مراهقين.. مسنين.. مهجرين.. مبتعثين.. غائبين!!! كيف لك أن تتخيل لغة الحوار.. التفاعلات خصوصاً في ظل العزلة الجماعية.. تعامل الأسرة مع القلق؟ المرض المزمن؟ الخلافات والاختلافات بين أفراد الأسرة؟

  • هل التفاعل جيد؟ حاد؟ متقطع؟ أم متصل
  • هل توجد مساحة شخصية لكل فرد رغم وجودهم في مكان واحد؟
  • هل قاربت كورونا والعزلة أفراد الأسرة بينهم أم باعدت بينهم أكثر
  • صراع الدور.. المكانة.. السلطة.. كيف نفهمها؟
  • التمايز والانصهار بين الأفراد؟ كيف نقرأه؟
  • كيف انعكست كورونا على جودة العلاقات الأسرية؟
  • هل نحن فعلاً متواصلون مع أفراد أسرتنا؟


ويالها من كورونا تحمل في طياتها رسالة أسرية قوية فإما تصحيحًا لمسار الأسرة وإما تقهقرًا الى الوراء شأنها في ذلك شأن الأحداث الجسام التي عايشناها كحرب الخليج الأولى ١٩٩٠ وأحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١.. فالأسرة لم تعد كما كانت بعد هذين الحدثين..

ميسون الخضير
١٨ مارس ٢٠٢٠

ميسون الخضير

ميسون الخضير

أخصائي علاج زواجي وأسري