هل الحياة معك في الحجر ممتعة؟

في هذه الأونة يمر الأزواج والزوجات بفترات عصيبة في ظل احداث كورونا – المستجد. .كأزواج تواجهون تحديات غير مألوفة لزيادة المسؤوليات تجاه بعضكم البعض، تجاة الأبناء، و تجاه العمل عن بعد. و ايضاَ قد تواجهون إختلال في التوازن والإستقرار المعهود، حيث يتوجب إعادة التوازن للحياة الزوجية بقدر المستطاع وإعادتها لطبيعتهاعلى بالقدر المستطاع في ظل هذه الأزمة و تحت ظروف الحجر. الإختلاف فيما بينكم مشروع، تختلف الضغوط و المؤثرات على كل طرف منكم، درجة التكيف و المرونة في التغيير تختلف من شخص لأخر. هذه الصعوبات طبيعية و لكن قد تسبب تحديات في العلاقة الزوجية.

هذا أكثر وقت تحتاجون لدعم بعضكم البعض. في الأغلب أفراد الأسرة و الأزواج لا يظهرون مشاعرهم الحقيقية و يظهرون فقط ردود أفعال وإنفعالات تدعو الأخر للإستجابة لها و تفسيرها بطريقة ما تساهم في زيادة المشكلة بدل حلها.

اسمحوا لي أن ابدأ معكم كازواج أو زوجات بالسؤال التالي:

هل الحياة معك في الحجر ممتعة؟.

إذا ممتعة جميل، وضحها لناا؟ هل في مجال لتطويرها اكثر، إذا إجابتك (نعم) أكمل المقال. وإذا إجابة (لا، ليس ممتعة)، أقدر شجاعتك وأتوقع من الممكن أنك قد تعرفت على جزئيتك من المشكلة.

في كلا الحالتين أدعوك لتكملة المقال، مع تفعيل السؤال ياترى ماهي مساهمتك في جعلها ممتعة أو ماهو دورك في جعلها غير ممتعة؟

سوف نتطرق لثلاثة محاورعن العلاقة الزوجية مع وجود كورونا – المستجد، سنناقش التفاعل فيما بينكم، و التعامل مع الإختلافات، و نختمها بالنظر في تواجدكم معاً مقابل الإستقلالية. 

(١) هل يغلب التشجيع، الهجوم و الدفاعية، أو الإنسحاب على تفاعلكم؟

  • نجد أن ساعات تواجد الأزواج معاً تزيد بحكم الحجر، والعمل عن بعد، ومنع التجوال. ناقش توقعاتك مع الشريك، كيف تساعدان بعضكما في نجاح  إنجاز أهداف توقعاتكم. ماهو دور كل واحد في عرقلة نجاح هذه الفترة؟ هل من صفات شخصية فيك ممكن إستبدالها؟ مثل: الصوت العالي، إعطاء الأوامر، الإنفعال، التدقيق، اللوم، الإصرار. هذه كلها أمثله قد تكون سبباً في تصعيد الخلافات. كلاكما شريك في المشكلة و الحل. في وقت الأزمات علينا أن ندرك كيف تكون ردود أفعالنا التى قد تعكس إنفعالنا و تخفي المشاعر الأساسية التي نشعر فيها من قلق، خوف، حزن، و ألم.
  • الإنسحاب و عدم التجاوب مع الشريك يدفع الأخر لتصعيد المشكلة لإحداث ردة فعل. فصمتك و إنسحابك لفترة طويلة في ظل هذه الظروف قد يفاقم المشكلة. لذلك تحتاج أن تُعبرعن مشاعرك من ألم، حزن، ضيقة، قلق بدل من الإنسحاب الذي يفسر في الغالب على انه عدم مبالأة. 

(٢) هل يغلب الإختلاف فيما بينكم على حياتكم الزوجية؟

  • كورونا يلعب في حسبة ”الأمان الصحي“ لنبدأ برؤيتكم لكورونا- المستجد، هل أنتم الإثنين متفقين على درجة الخطورة و الحماية المطلوبه. الخوف طبيعي في هذه المرحلة و أخذ الحذر واجب. إن إختلافكم على الراى مشروع، أخذ الإحتياطات وفق المعاير مهم حتى مع إختلاف درجة الإقتناع. عند الإختلاف أتبع التعليمات التي سنتها وزارة الصحة، هي مرجعكم. هذه الفترة، فترة أستثنائية لذلك  أعطى العذر للشريك في التذكير، السؤال. إذا اسلوب شريكك لم يعجبك أو أزعجك أعطية البدائل في الطريقة الأنسب لتذكيرك. 
  • كورونا-المستجد يفرض تواجد الزوجين معاً لفترة طويلة ومعها تتولد التوقعات. كل شريك له وجهة نظرعن الوقت وكيف سوف يتم إستثمارة و توزيع المسؤوليات من أمور تربوية، الى أمور تتعلق بالتبضع للإحتياجات المنزليه، ترتيب و تنظيم الوقت لانجاز المهامات الأخرى. ناقش توقعاتك مع الشريك، كيف تساعدان بعضكما البعض في إنجازها ومادور كل واحد في عرقلة نجاح هذه الفترة.
  • ناقش توزيع المسؤوليات. هل هناك إتفاق عمن يؤمن الطلبات من خارج المنزل، من يدرس الأبناء. فالتخطيط ضروري، و في حالة عدم الإلتزام ماهو الحل البديل. ناقشها مع الطرف الأخر.أستخدم عبارات تبدأ بالتحدث عن مشاعرك بعيداً عن القاء اللوم مثال:  يقلقني، أخاف آن لا نتمكن من …، بدل من ”انت دوماً لا تفي بوعودك، أنت غير مسؤول. اللوم يجلب مقاومة و دفاعية. أبتعد عن شخصنة الموقف و إستعراض التاريخ السابق للمشكلات. 
  • الضغوط قد تؤدي الى عدم الرغبة بالعلاقة الحميمية عند أحد الأزواج، إحترام رغبة الأخر في التقليل أو عدم الرغبة لا تعني أنك مرفوض من شريك/شريكة الحياة و لكن تحت ظل ظروف كورونا-المستجد الرغبة قد تقل عند أحدكم، فالرجاء إحترام رغبة الأخر و إلتماس العذر له.  

(٣) هل يوجد في علاقتكم قبول أو رفض بين وجودكم معاًمقابل إستقلالكم عن بعض؟

  • الوحدة الزوجية تحتاج الى الإستمتاع بالبقاء معاً و الإستمتاع بالوقت المستقل لكل واحد منكم. فالتوازن بين التواجد سوياً و الحفاظ على الإستقلالية مطلوب و صحي. 
  • ناقشوا الجدول اليومي للعمل عن بعد وإحتياجات المكان من هدوء، تفرغ، والتزام.
  • حدد وقت للوحدة الزوجية، الأوقات التي سوف تقضوها معاً. هل هو وقت الأكل، أخذ استراحة لإحتساء الشاهي و القهوة، وقت ممارسة هويات قديمة، مشاهدة أفلام معاً، لعب رياضة، ممارسة العاب أو هويات قديمة. 
  • و المهم أيضاً ترك مساحة للشريك كزوج و زوجة، بان يكون له/لها جزء من اليوم للخلو مع الذات، او الإختيار بتقضيته كيفما يشاء أو تشاء. 

في الختام أدعوكم الى التفكر في ماذا ممكن أن تقدم أو أن تقدمي للعلاقة الزوجية في الوقت الراهن؟. قد تكون فرصة لإعادة اكتشاف الشريك مره أخرى، فرصة لتعلم مهارات التواصل و حل المشكلات، فرصة لإعادة النظر في الأدوار و المسوؤليات و إعادة التفاوض لتطويرالعلاقة لتتحمل اي مشاكسات بيئية كانت أو زوجية!

د. رهام قصاص

د. رهام قصاص

إستشاري علاج زواجي و أسري